بجنيه...يا مشوى
بجنيه يا مشوى.....هكذا تسمع صوت محمد او الشيخ محمد كما يحب ان يلقبوه كل يوم فى ميدان التحرير و تحديداً تحت ظلال مجمع التحرير بعربيته الصغيره التى تحمل الفحم و عيدان الذره و مكتوب عليها "دره الحريه! "
يبدأ الشيخ محمد قصته قائلاً انه احد رجال هذه الثوره و انه اعتصم ايام الثوره الثامنية عشر كامله و لم يخرج قط من التحرير و عندما سألته عن سبب مشاركته فى الثوره من البدايه قال "الظلم وحش" و ذلك الاحساس جاء له عندما مات صديقه المقرب اليه فى احداث الانهيار الصخرى فى دويقه و عدم اهتمام الحكومه بما حدث حتى انهم لم يهتموا باستخراج جثته و تركوها بين الصخور.
و لكن عندما سألته مره اخرى عن سبب وجوده هذه المره فى التحرير و هل هو لكسب الرزق ام للاعتصام ؟ نظر لى ضاحكاً و هو يمسك لحيته الطويله التى تنم عن ميوله لجماعه ذات طابع اسلامى و قال لى "الاتنين يا باشا....انا معتصم هنا من يوم 8 يوليو و لما الاعتصام طول قولت اكسبلى قرشين و اكل الناس الغالبه" و اكد الشيخ محمد انه ليس بائعاً جائلاُ و لكنه فى اصل سباك و لم يعمل فى ذره من قبل و لكنه وجد من هذا العمل إستفاده وإفاده على حد قوله.
ثم انتقل بحديثه عن بعض المضايقات التى تحدث للباعه من بعض المعتصمين فى ميدان التحرير و ذلك بإتهامهم فى بعض الاحيان انهم جواسيس من فلول النظام القديم و اخرى انهم بائعى مخدرات و قد حدث بعض المشاجرات بالفعل بين الباعه و المعتصمين و ادت الى عدت اصابات على حد قوله
الغريب انه على الرغم من قلة الاخوان المشاركين فى الاعتصام الاخير و على رغم من اعتراف شيخ محمد ان اخوانى إلا انه يرى ان البلد مازالت سيئه و ان المطالب و المحاكمات بطيئه للغايه و انه لن يترك الميدان إلا عندما يرى محاكمات سريعه لكل رموز الفساد و على رأسهم مبارك و اضاف انه كان يرى مصر بعد الثوره "فله شمعه منوره بس دلوقتى مضلمه" ثم حرك عربيته لينتقل لمكان اخر فى الميدان و يظهر عليه علامات الحزن قائلا "خلينا نشوف اكل عيشنا"
محمود زكى
30-7-2011
No comments:
Post a Comment